القائمة الرئيسية

الصفحات

هيا نتعلم.. ماذا تعرف عن اضطراب الهوية الجنسية؟

 

اضطراب الهوية الجنسية


أطباء: أسبابه نفسية أو سلوكية أو بيولوجية أو هرمونية

استشاري ذكورة: يختلف عن "المثلية الجنسية".. وله علاجات متعددة

استشاري نفسي: على الآباء الاستماع لشكوى الأبناء واللجوء إلى الطبيب  


كتبت: رنا محمود

خلقنا الله نوعين، ذكرًا وأنثى، ولكن بعض الأشخاص يرفضون نوع جنسهم الموثق في شهادة ميلادهم، ويكون للرجال منهم قناعة داخلية بأنهم نساء، وتكون لدى النساء منهم قناعة داخلية بأنهن رجال، ويشعرون بأنهم مسجونون في جسم لا ينتمون إليه، واضعين أنفسهم أمام سؤال "من أكون؟"، فهيا بنا نتعرف على اضطراب الهوية الجنسية.

يعرف الدكتور بهاء الدين عبدالحميد، استشاري أمراض الذكورة، اضطراب الهوية الجنسية بأنها حالة تصيب الإنسان وتظهر تدريجيا في فترة المراهقة أو ما بعدها، ويشعر الشاب أنه من الداخل أنثى بالمشاعر والغريزة الجنسية، ويصيب الفتيات أيضًا فتشعر بأنها من الداخل رجل وليست أنثى.

ويفرق عبدالحميد بين اضطراب الهوية الجنسية وبين المثلية الجنسية، بأن الأخير يختلف في أوضاعه فهو انحراف فطري، حيث ينجذب الشخص بشكل جسدي وعاطفي لشخص من نفس جنسه، فيميل الرجل في علاقته لرجل مثله، والأنثى تميل لأنثى مثلها، ولا يريدون التغيير، بينما مريض اضطراب الهوية يعاني من صراع بين الذكر الداخلي، والأنثى الخارجية، أو العكس، ويريدون التغيير.
 
ويفسر استشاري أمراض الذكورة أسباب المرض، بأنها احتمال أن تكون نفسية، أو سلوكية، أو بيولوجية، أو بسبب تغيير في الهرمونات، أو بسبب تأثير الأدوية في مراحل تكوين الجنين.

ويوضح عبدالحميد أن أعراض هذا المرض، سلوكية وتظهر منذ الصغر، حيث يرفض الولد جنسه ويقول أنه بنت، ويرفض الألعاب والملابس المناسبة لجنسه، وتظهر الأعراض بوضوح في فترة المراهقة، فيرفض شكل جسمه، ويرغب بشدة في التعامل مع الجنس الآخر، واكتساب صفاته الجنسية الأولية والثانوية، كما تظهر عليه أعراض الخجل، والانطوائية، وتكون شخصيته سلبية، ولا يستطيع اتخاذ قرار بنفسه.

برنامج العلاج
ويعدد استشاري أمراض الذكورة أنواع العلاج، بين سلوكي ويحاول فيه الطبيب النفسي أن يطوع العقل على الجسم، ويعالج الآثار العقلية، والعاطفية، ويساعد الشخص على استكشاف مخاوفه، والتغلب عليها سواء صحية أو نفسية، ويأخذ بيده ليتقبل هويته الحالية، لإعطائه فرصة النجاح في علاقاته، وتعليمه، وعمله.

وعلاج هرموني من خلال تناول الأقراص، أو أخذ الحقن، لتقليل الخصائص الجنسية الثانوية لجنسه الظاهري، وأخيرا جراحي بإجراء جراحة الذكورة، أو التأنيث، لتحويل الشخص لعكس جنسه، من خلال تغيير شكل الملامح، والصفات الجسدية.

ويؤكد عبدالحميد أن المرض ليس له مضاعفات جسمانية، ولكنها في الأساس سلوكية، ونفسية، فمن الممكن أن يصل به الأمر للاكتئاب. 
 
ويوجه استشاري أمراض الذكورة نصيحة للآباء، أنه عند ملاحظة أعراض هذا المرض على أحد ابنائهم، عليهم أن يدركوا أنها عِلة وليست اختيار منه، وأن يقدموا الدعم لأبنائهم، ويبحثوا عن علاج لهم، من خلال الذهاب إلى طبيب متخصص، وإجراء التحاليل الطبية، والكشف الطبي الظاهري، ليحدد إذا كان لديه اضطراب جنسي أم لا. 
 
واختتم عبدالحميد حديثه بنصيحة للمراهق الذي يعاني من هذا المرض، بأن يكون صادقا مع أفكاره، وذاته، وميوله أولًا، ثم عليه طرح أفكاره على الأم، والأب، وشرح ما يعانيه لهما، ليتمكنا من توجيهه بحكم سنهما وخبرتهما في الحياة.

أبعاده النفسية
ويؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن السبب الرئيسي لمرض اضطراب الهوية الجنسية، هو في الأساس اضطراب العلاقة بين الأب والأبناء، وتبدأ من سن عامين ونصف، فكلما كانت علاقة الأب قوية مع أبناءه سيصبح الابن في كبره سويا، وكلما كانت العلاقة بينهما فيها نوعًا من الفتور، أو العصبية، أو الضرب، أو الإهمال، سيبدأ بالبحث عن هذه العاطفة بالخارج.

وأضاف فرويز أن طريقة التربية التي يتلقاها الأبناء، من أسباب هذا المرض، فتربية الذكر بين مجموعة من الإناث وتأثره بسلوكهن مع غياب نموذج الذكر، يجعله سلوكيا أكثر ميولا إلى صفات الأنوثة، كذلك الأمر بالنسبة للإناث اللاتي ينشأن في مجتمع من الذكور.

ونوه استشاري الطب النفسي إلى أنه للتخلص من القلق، والتفكير الانتحاري، الذي يعانيه مريض اضطراب الهوية الجنسية، يجب إخضاعه لعلاج سلوكي من خلال طبيب نفسي متخصص.

وختم حديثه بنصيحة للعائلة، بأن تدرك أن هذا اضطراب، وقد يصل إلى مرض، أو أنه مرض آخر، ولكن ابنه يراه بصورة جنسية، فبالتالي يجب اللجوء لطبيب متخصص بدلا من الضرب والعصبية.

تعليقات