![]() |
التطوع |
أستاذ علم اجتماع: مرجعه أن الإنسان "حيوان اجتماعي"
متطوعون: فتح لنا أبواب العمل.. وأدخلنا عالم الكبار
كتبت: هايدي شعبان
أوضحت حبيبة ياسر، طالبة بالصف الثالث الثانوي وإحدى المتطوعات
بمستشفى بهية، أن الدافع الرئيسي، الذي جعلها تتطوع بوقتها وراحتها وطاقتها، يكمن في
وفاة خالتها لإصابتها بسرطان الثدي ولكنها لم تدرِ أن بإمكانها التطوع بـ "بهية"
إلا حينما أُجرت عملية بها، فرأت طريقة معاملة العاملين بها للمرضى والدعم النفسي الذي
يقدمونه لهن، فتقدمت للتطوع بها، منوهة إلى أنها استفادت من المرضى أكثر بكثير مما
قدمته لهن، حيث أصبحت قادرة على تحمل المسئولين من الصغر فضلا عن معرفتها المعني الحقيقي
للعمل الجماعي بكل ما يحتويه من خبرات وحب واحترام للآخرين.
![]() |
المتطوعات بمستشفى بهية |
وأشارت منة أشرف، طالبة بالصف الثاني الثانوي وإحدى المتطوعات بمستشفى بهية، أنها تشارك في مساندة المحاربات بغرف الكيماوي وفضلت تلك المستشفى دون غيرها لتطوع بها؛ نظرًا لأن السيدات بطبعهن مفرطين في المشاعر والأحاسيس والأكثر ضعفا وحينما تصبن بذلك المرض الخبيث يتم استئصال جزء من أجسادهن فتتزعزع ثقتهن بأنفسهن، فكان لديها الرغبة في تقديم الدعم المعنوي لهن باعتبارهن أساس أي مجتمع.
أما رنا ماجد، الطالبة بالصف الثاني الثانوي، فتأمل في أن تكون جزءً من طاقم العمل في مستشفى "بهية" بعدما تحصل على شهادتها الجامعية؛ نظرًا للأعمال البطولية التي يقوم بها طاقم العمل للرفع من معنويات هؤلاء المرضى.
خادم القوم سيدهم
أوضحت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة
عين شمس، أن مفهوم ثقافة التطوع يكمن في الأساس بأن يكون بداخلك رغبة في مساندة الآخرين
وأن تبذل فيه طاقتك ووقتك وراحتك الشخصية من أجل إسعاد الآخرين بداية من المشاركة بجمعيات
تدعم الأطفال وصولًا لكبار السن والمسنين وأيضًا التطوع بالجيش والتمريض وخلافه، وذلك
يساعد المراهقين في الاحتكاك بالمجتمع وتنمية عقولهم من خلال تعاملهم مع الأكبر سنًا.
![]() | |
وأوضحت أن التطوع لا يقتصر على الجماعات فقط بل يمكننا تقديم
عمل تطوعي بشكل فردي وعلى سبيل المثال الفنانة نادية لطفي التي تطوعت بجهدها ومالها
لتُعيين الفنانات المرضى، فضلا عن تبرع الأميرة فاطمة إسماعيل بأرضها ليتم إنشاء جامعة
القاهرة عليها.
وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن التطوع الجماعي يظل هو
الأفضل؛ لأنه يكسب الأفراد العديد من الصفات الشخصية الحسنة ليجعلهم مفيدين لأنفسهم
قبل مجتمعهم مشيرة إلى أننا نستمد ثقافة التطوع من الأديان السماوية كالمشاركة خدمة
الحجاج والخدمة بالكنائس، مشيرة إلى المثل الشعبي الشهير بـ "خادم القوم
سيدهم".
وأضافت أن التطوع انتشر بكل أرجاء العالم، ففي الخارج يجب
أن يذهب كل فرد للتطوع بأي عمل خيري بمجرد بلوغه 18 عاما؛ وذلك يعود لاعتبار الإنسان
"حيوان اجتماعي".
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك