![]() |
ساجد محمد |
كتبت: أمنية شريف خليل
الأبنودي الصغير، والشاعر الفصيح، واللسان الطليق، والطفل الموهبة، وأصغر عضو باتحاد الكُتاب والمثقفين العرب، ساجد محمد عبد الفتاح، ذو الثلاثة عشر عامًا، إن سُئل عن سنه، أما عن شعره فهو ذو العمر الكبير، بدأت القصة عندما كانت الأستاذة هبة سعد والدة ساجد تستمع إلى أحد المقطوعات الشعرية، وساجد بعمر الأربع سنوات، وطالبها بأن تعيد له ما تسمع مرة أخرى، وأخذ يردد الكلمات من تلقاء نفسه، وتطور الأمر بأنه أصبح يقوله غيابيًا، ويريد أن يعرف ما تعنيه الكلمات، ومن هنا توهجت الفكرة في عقل والدته، فقررت تدريبه على النطق الصحيح للكلمات وفهم معانيها
ساجد يلقي شعرًا في قناة النهار
وباتت الأم تبني حب الشعر في قلب ساجد، خطوة تلو الأخرى، بخبرتها كخريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، وأصبح ساجد يردد الكلمات نهارًا وليلًا، حتى فاجأها بسرعة بديهته في كيفية إلقاء الكلمات وحفظها، وبدأ والده يسعد به عند سِماعه بأدائه المتميز وإحساسه المرهف، وإيمانًا بدور المدرسة في إيقاظ موهبة الطفل، أصبح يلقي شعرًا في كل حفلة تقيمها المدرسة، ويتسلل إلى قلبك عند سماعه، إنه بات أياما وليالي في كتابتها من شدة تجانسه معها.
وعند بلوغه ست سنوات، ألقى الشعر بدار الأوبرا، وبخُطى ثابتة وقلب رجل ألقى قصائد لشعراء كبار، وسَرد كلمات الشاعر عبد الله حسن في قصيدة "إللي مقالتوش ليا أمي"، كما ألقى قصيدة "باسمك يا مصر" بأداء متميز في مسابقة مبدعي المستقبل، فأثنى عليه الحاضرون، وتعهدت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، ودكتور عادل عبد المنعم وكيل المديرية، بتبني موهبته حتى يصبح شاعرًا عظيمًا.
ولأن الله يعطي الموهبة لمن يختصه، وتنمو مع من يحرص عليها ويتشبث بها، سنحت له الفرصة للمشاركة في الندوة التثقيفية التاسعة عشر للقوات المسلحة، كأول طفل يلقي قصيدة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي للراحل عبد الرحمن الأبنودي "الرجل إللي فتح القنال"، ليشيد به الرئيس قائلًا "ربنا يحفظك"، وبعدها توالت الدعوات على ساجد للظهور التليفزيوني وإقاء الشعر، وحظي في كل مرة بإعجاب الحضور، ومنهم الشاعر جمال بخيت.
ساجد محمد مع الرئيس السيسي
وفكر ساجد في أن يطور من نفسه، فمع حب إلقاء الشعر شرع في تأليفه، وهو في عمر التسع سنوات، وتوالت التدوينات الشعرية مثل أبياته الشعرية "في يوم كنا" و "أنا المصري"، وحصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية من الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما اشترك في مسرحية الليلة المحمدية، ومهرجان “القوى الناعمة” بدار الأوبرا المصرية، واحتفاليات مؤسسة مصر تبتكر.
وبحلول عام ٢٠٢١، حصل الشاعر الصغير على وسام التميز عن إدارة الموهوبين بالجيزة، كما حصل على المركز الثالث في جائزة الدولة للمبدع الصغير، تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، ورشحه الأستاذ محمد ناصف، رئيس المجلس القومي لثقافة الطفل، للمشاركة باسم مصر في مسابقة السفير الثقافي الصغير للصين، التي تنظمها جمهورية الصين بالقاهرة، ويشترك بها متسابقون من جميع أنحاء العالم، واستعد ساجد للمسابقة وألقى أبيات شعرية باللغة الصينية، وفاز بالمركز الأول، وأصبح السفير الثقافي الصيني الصغير، وتم تسجيله ضمن أفضل عشر أطفال على مستوى العالم.
![]() |
فوز ساجد بجائزة الدولة للمبدع الصغير |
وعن أُمنية ساجد في حياته الدراسية، قال إنه كان لم يقرر بعد، إذ يحلم بأن يصبح طبيبًا للنساء، لأنه يرى أن أفضل لحظة في حياة الإنسان هي لحظة بدء حياته، ولكن مع حبه للشعر واللغات بدأ يفكر في الالتحاق بكلية الألسن ليصبح مترجمًا، أو الالتحاق بكلية الإعلام ليصبح مقدم برامج، وعن طموحاته الأدبية يقول إنه يريد أن يصدر أول ديوان شعري له.
شهادات حصل عليها ساجد
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك