تقارير:
التكنولوجيا ستخلق 97 مليون فرصة عمل.. وتقضي على 85 أخرى
الدولة: نعمل على تعزيز المهارات الرقمية استعداداً لوظائف المستقبل
خبير اقتصاد: المستقبل لريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة
خبيرة تكنولوجيا: كل التخصصات مهمة.. والفرق يكمن في المهارات الرقمية
كتابة وتصميمات إنفوجراف: محمد
عبد الله أبو شنب
أصبحت الرقمنة والتكنولوجيا من سمات العصر الحالي. ومع دخولنا عصر الثورة
الصناعية الخامسة، أخذت في طريقها لاقتسام الوظائف مع شاغليها من البشر، وبالمرور
على بعض المظاهر التكنولوجية في يومنا؛ نجد بوادر مستقبل تخيلناه مرارًا، وتكهن به
المؤلفون في كتبهم، وجسّدته السينما في أعمالها تكراراً، هذا المستقبل الرقمي نعيشه اليوم في
كل المجالات نذكر منها:
في الطب، ديسمبر2021، نجحت مستشفى عين شمس التخصصي في إجراء 25 عملية جراحية باستخدام "الروبوت الجراحي"، بنسبة نجاح 100٪، وإجراء عملية تثبيت المستقيم لأول مرة في العالم باستخدام روبوت. ونرى اليوم "روبوتا صيدلانيا" لأول في مصر والشرق الأوسط، استعانت به صيدلية "دواء"، كمساعد للصيدلي في ترتيب وتنظيم الأدوية وإحضارها بسرعة وبأي كمية.
وفي المجال الإعلامي، فبراير 2022، شارك الروبوت "توت" الإعلامي أحمد فايق، في تقديم برنامج "مصر تستطيع". الروبوت الذي يتحدث العامية المصرية وبطريقة فكاهية، ويستطيع الإجابة عن أي سؤال؛ تمت صناعته بأيدي وعقول مصرية 100% بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد. وفي المجال ذاته، أعلن موقع "القاهرة 24" فبراير الماضي عن تقديم أول نشرة إخبارية بخاصية الذكاء الاصطناعي.
أما عن المجال العسكري، فقد بدأ الجيش الأمريكي إدخال نظام المعارك المتقدم "vision 60" على العمليات العسكرية، النظام يتضمن الكلب الروبوت الذي يستخدم في الاقتحام والتفتيش ورسم الخرائط عن بُعد، وإرسال المعلومات بتقنية النانو ثانية. وهو ما يؤكد أن الجيل القادم من الحروب سيعتمد أكثر على مهندسي ومطوري برامج الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات.
ماذا تقول
التقارير؟
هذه بعض معالم الواقع الذي نعيشه، أما عن المستقبل الذي يطرح تساؤلات عديدة أهمها ما يتعلق بمستقبل الوظائف في العقدين القادمين. فوِفق العديد من التقارير الصادرة عن مؤسسات علمية وتكنولوجية مثل: تقرير "مستقبل الوظائف في الشرق الوسط"، وتقرير "وظائف المستقبل 2025:2020" الصادر من منتدى الاقتصاد العالمي، وتقرير "وظائف المستقبل 2040" الصادر عن مؤسسة استشراف المستقبل في أبو ظبي، وفقا لهذه التقاير اتضح أن كل فرد سيمتلك روبوتا خاصا، يساعده في المهام اليومية. وخلال عقدين سيزيد الاعتماد على "إنترنت الأشياء"، ما يعني اتصال كل الأشياء بالإنترنت، المنزل، السيارة، الطرق. وهو ما يحقق للحكومات أقصى استفادة من البيانات المتاحة لتعزيز أسلوبها ودعم قرارها في صياغة وتنفيذ السياسات. وسيقلل معدل الضرر الناتج عن الكوارث، بعد توقع موظفي الإغاثة للتقلبات المناخية وسرعة الاستجابة لها. ويمكنك تتبع الأصول والمعاملات التجارية، من خلال سجل حسابات مشترك أو ما يعرف بتقنية البلوكشين "Blockchain".
هذه بعض معالم الواقع الذي نعيشه، أما عن المستقبل الذي يطرح تساؤلات عديدة أهمها ما يتعلق بمستقبل الوظائف في العقدين القادمين. فوِفق العديد من التقارير الصادرة عن مؤسسات علمية وتكنولوجية مثل: تقرير "مستقبل الوظائف في الشرق الوسط"، وتقرير "وظائف المستقبل 2025:2020" الصادر من منتدى الاقتصاد العالمي، وتقرير "وظائف المستقبل 2040" الصادر عن مؤسسة استشراف المستقبل في أبو ظبي، وفقا لهذه التقاير اتضح أن كل فرد سيمتلك روبوتا خاصا، يساعده في المهام اليومية. وخلال عقدين سيزيد الاعتماد على "إنترنت الأشياء"، ما يعني اتصال كل الأشياء بالإنترنت، المنزل، السيارة، الطرق. وهو ما يحقق للحكومات أقصى استفادة من البيانات المتاحة لتعزيز أسلوبها ودعم قرارها في صياغة وتنفيذ السياسات. وسيقلل معدل الضرر الناتج عن الكوارث، بعد توقع موظفي الإغاثة للتقلبات المناخية وسرعة الاستجابة لها. ويمكنك تتبع الأصول والمعاملات التجارية، من خلال سجل حسابات مشترك أو ما يعرف بتقنية البلوكشين "Blockchain".
وفي منزلك أصبحت تمتلك مطبخ الأحلام التكنولوجي بالكامل، المزود بكل أصناف المأكولات في العالم، والفائدة الصحية لكل طعام. ويمكنك من خلاله طهي اللحوم المزروعة مخبريا، الأرخص سعرًا، وأقل ضرًا من اللحوم الحيوانية. وهذا بعدما نصحك به طبيبك الجديد "الروبوت الطبي" المزود بكافة علوم الطب حول العالم في مجال تخصصه. وفي التعليم توجد أنظمة التعلم الذكي القائمة على الروبوتات، حيث تتناسب أساليب التعليم مع قدرات وتطلعات كل طالب، بعيدًا عن المنهج الموحد.
وبعد عقدين ستتوفر 57 وظيفة جديدة لا نعرف عنها شيئا الآن، بما يوفر 97 مليون فرصة عمل، بعد الاستغناء عن 85 مليون عامل لا تتماشى مهنُهم مع العصر. فكل الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية بشكل مكثف قابلة للأتمتة (تطبيق التكنولوجيا على العمل بحيث يتطلب قدرًا ضئيلًا من التدخل البشري) بنسبة 50% مثل التصنيع والنقل والتخزين. في حين أن الوظائف التي تتطلب قدرا أعلى من أنشطة التفاعل البشري الإبداعي؛ أقل عرضة للأتمتة مثل: الرؤساء التنفيذيون، وخبراء الإحصاء، والفنيون الكيميائيون، ومساعدو التمريض، ومصممو المواقع الإلكترونية، وتصميم الأزياء، والطب النفسي.
هذه التقارير أكبر دليل على أن المستقبل للتكامل بين الإنسان والآلة، لا لهيمنة الروبوتات على الحياة كما يظن البعض. فحسب تقرير لشركة ماكينزي؛ فإن ثلث الوظائف التي ظهرت في الولايات المتحدة خلال ال25 سنة الماضية؛ كانت نتيجة دخول التكنولوجيا. فالحكمة في تحديد وظيفة المستقبل، هي تجنب الوظائف الأكثر ملاءمة للآلة، والاستعداد للوظائف التي تعتمد على إبداع العقل البشري.
جهود الدولة
خلال
كلمتها في منتدى التعليم العالي والبحث العلمي، أوضحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة
التخطيط، أن الدولة المصرية تسعى جاهدةً لتطوير قطاع التعليم بأنواعه والخدمات
المقدمة للطلاب؛ لزيادة الوعي ومواكبة التطور وتلبية متطلبات سوق العمل، مشيرةً
إلى تنوع وانقسام جهود الدولة بين خمسة محاور:الأول: منظومة التعليم الأساسي وفقا لرؤية مصر 2030، بالتركيز على محوري: "الإتاحة" بزيادة 100٪ سنويا في الاستثمارات في الجامعات. و"الجودة" بشراكة مع عدد كبير من أفضل المؤسسات التعليمية الدولية. بالإضافة إلى الاستثمار في البنية المعلوماتية في الجامعات المصرية، والاهتمام بالتخصصات البينية التي تجمع أكثر من تخصص كاقتصاديات الصحة.
الثاني: تطوير منظومة التعليم الفني، من خلال خطة الإصلاحات الهيكلية؛ لإعادة هيكلة المنظومة تحت هيكل واحد. وتشكيل هيئة خاصة لضمان جودة التعليم الفني. ولأول مرة توفر الدولة مهارات قطاعية، تشرف على المهارات المطلوبة، لضمان ملاءمة الخريجين لسوق العمل. وربط المدارس بالمشروعات القومية التي تنفذها الدولة؛ لتوفير الوظائف بعائد مجزٍ. وإنشاء أكاديمية خاصة للمعلمين.
والفيديوجراف التالي يعرض أهم المدارس الثانوية التطبيقية في مصر:
الثالث:
الاستثمار في المهارات السلوكية والقيادية. من خلال إطلاق الأكايديمة الوطنية
لتدريب وتأهيل الشباب على القيادة. بحيث يتمكن الشباب من العمل بأماكن قيادية،
كمعاونين للوزراء ونواب للمحافظين. بعد تدريبهم على المهارات القيادية ومهارات
التعليم الخاص والتفكير الإبداعي.
الرابع:
تعزيز المهارات الرقمية؛ استعدادًا لوظائف المستقبل. حيث اطلقت وزارة الاتصالات مبادرات
مثل: "بُناة مصر الرقمية"، لتأهيل ألف شاب سنويا من كليات الهندسة وعلوم
الحاسب على مجالات التكنولوجية الحديثة، ومبادرة "مستقبلنا رقمي"، وهي تدريب
قصير المدى لـ100 ألف شاب على المهارات الرقمية. بجانب إنشاء "مدينة المعرفة"،
كمركز إقليمي متخصص في الإبداع والابتكار. وإنشاء معهد الحوكمة والتنمية المستدامة،
الذي يتضمن برنامج "هي مستقبل رقمي"؛ لسد الفجوة الرقمية للإناث.
الخامس: ريادة الأعمال، من خلال الاستثمار في الميزة الديموجرافية (نسبة شباب مصر في سن 29:15 سنة تمثل 35٪ من السكان). بتأهيل الخريج على خلق وظائف له ولزملائه، من خلال المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر. واهتمت الدولة بالاستثمار في برامج لتدريب الشباب على ريادة الأعمال، كونها أكبر مصدر في العالم للتوظيف. بتدشين مشروع "رواد 2030"، والانتهاء من تدريب أكثر من 460 ألف طالب على ريادة الأعمال. كما يوضح الإنفوجراف التالي:
لا مكان في المستقبل لهؤلاء!
أوضح الدكتور
عادل عامر، الخبير الاقتصادي، أن أتمتة أي وظيفة يرتبط بشكل أساسي بعاملي الإنتاج
والجودة، وغالبا ما يحدث ذلك في الأعمال التي تحتاج إلى جهد بدني كبير، وهو ما
يوفر فرص عمل إضافية مجالات التسويق. مؤكدا أن مصر تعتمد على تكنولوجيا جزئية خلال
بعض عمليات الإنتاج؛ لتسهيل وتحسين الجودة، وباقي المراحل تنفذها اليد البشرية.
وأوضح عامر أن للدولة مجهودات كبيرة في ربط مخرجات التعليم الفني بالمشروعات القومية الزراعية والصناعية؛ وهو ما سيزيد من نسبة الإقبال الطلابي على التعليم الفني في السنوات المقبلة، لضمان وجود فرص عمل حقيقية. مضيفا أن الشهادة الجامعية باتت لا يُعتمد عليها بشكل كلي في التوظيف.
وشدد على أن المعيار الوحيد اليوم يرتكز على المهارات الشخصية والتدريب المؤهل للوظيفة. وريادة الأعمال من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر هي المستقبل. مع ضرورة التدريب والتأهيل قبل البدء في تنفيذ المشروع، الذي لا بد أن يتناسب مع القدرات الذاتية. كما يوضح الإنفوجراف التالي:
ومن جانبها بينت الدكتورة أمل زكريا، المدير السابق لمركز التنمية الإقليمية، أن المجالات الأكثر طلبا في المستقبل ستتضمن كل ما يتعلق بالتطور التكنولوجي من علم الوراثة، الذكاء الاصطناعي، النانوتكنولوجي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، مجالات الصحة خاصة مع ظهور وتفشي الأوبئة، الرعاية الصحية لكبار السن، ومجال الطاقة والبنية الأساسية والتحية. بينما سيتراجع الطلب مستقبلاً على كل الوظائف النمطية التي يمكن استبدالها بالميكنة.
وأشارت
إلى أهمية تركيز جهود الدولة في رفع الكفاءة التعليمية للتأهيل للمستقبل، من خلال
ثلاثة محاور: أولا إدخال برامج تعليمية جديدة ترتبط بمجال التمويل والاستثمار.
ثانيا تطوير الموجود بتزويد المدارس بالمعامل المتطورة والإنترنت والسبورات
الذكية. ثالثاً تطوير البنية المعلوماتية وأساليب التواصل.
المخ أم العضلات؟
وكشفت الدكتورة مروة الحفناوي، خبيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن الوظائف الأكثر طلبا في المستقبل، موضحة أنها ستختلف مع دخول الأتمتة لكل الصناعات. بحيث تزيل الجهد البدني عن البشر، مفسحةً المجال أمام الإنسان للإبداع بالجهد العقلي الذي هو أساس المستقبل. موضحة أن التطورات التكنولوجية تسير بسرعة الصاروخ.
وكشفت الدكتورة مروة الحفناوي، خبيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن الوظائف الأكثر طلبا في المستقبل، موضحة أنها ستختلف مع دخول الأتمتة لكل الصناعات. بحيث تزيل الجهد البدني عن البشر، مفسحةً المجال أمام الإنسان للإبداع بالجهد العقلي الذي هو أساس المستقبل. موضحة أن التطورات التكنولوجية تسير بسرعة الصاروخ.
وأضافت خبيرة التكنولوجيا، أن البرمجة من المجالات الأكثر طلبا في المستقبل، كمهارة مساعدة لا بد منها لكل التخصصات. مضيفة أن الوظائف في المستقبل ستركز على تخصص التخصص، كالهندسة مثلا بفروعها المتعددة: (الصناعية، والإنتاج، والحاسبات، والاتصالات، التصميم..). وكل مجال يحتاج لفكر ومهارات مختلفة. كما يوضح الإنفوجراف التالي:
وتابعت خبيرة
تكنولوجيا الجيل الخامس، عن المجالات الأكثر طلبا في المستقبل، أن التقدم
التكنولوجي سينعكس على كل المجالاتـ وأضافت: "أرى أن كل التخصصات مهمة، والفرق
يكمن في المهارات بجانب الدراسة، مع التطوير والتهيئة لدخول عالم تقوده
التكنولوجيا".
وعن أهم النصائح للاستعداد للمستقبل، تنصح الدكتورة مروة الحفناوي، بأهمية تنظيم الوقت بين المتطلبات والترفيه وتطوير الذات، وتنمية المهارات الفردية كالتصميم والرسم، مع إضفاء الميزة التكنولوجية عليها لتناسب العصر الرقمي. والحفاظ على روتين رياضي يوميا. فالتوازن في المهارات وتنويعها بين الجسدي والعقلي ينعكس إيجابيا على الأداء المهني والتفكير الإبداعي.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك