القائمة الرئيسية

الصفحات

فقدوا أنفسهم فلا تكن منهم.. لماذا ينتحرون؟

 

انتحار المراهقين


أكثر من 2500 منتحر في مصر عام 2019.. والصعيد في المقدمة

الفشل الدراسي والعاطفي والتفكك الأسري أبرز الأسباب.. والشنق الذاتي أشهر طريقة

دراسة بجامعة أمريكية: الإفراط في التكنولوجيا يصيب بالاكتئاب ومن ثم الانتحار


كتبت: هاجر عاطف الشحات


أرقام مخيفة
في اللحظة التي تجلس فيها مخططٌ لمستقبل ابنك، وبينما تتخذ أحد القرارت المصيرية بشأن تخصصه الدراسي أو حياته العاطفية قد يكون قد سبقك ووضع نقطة النهاية في أولى صفحات حياته التي بدأت للتو في سطرها، فوفقًا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية يضع 703 ألف شخص نهاية لحياته سنويا، وفي عام 2019 صنف الانتحار كرابع أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا على الصعيد العالمي، وتحتل مصر المركز الأول عربيًا في معدلات الانتحار، ففي عام 2021 سجلت مصر 2584 حالة انتحار وفقًا لتقرير رسمي الصادر عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.





انتحار الزهور

وكشفت الأخبار المنشورة عن حوادث الانتحار في عينة من مواقع الصحف المصرية عن تسجيل 57 حالة انتحار لمراهقين شهدتها مصر خلال عام 2021 بينهم 31 شابا و 26 فتاة تتراوح أعمارهم من 12 إلى 18 عامًا، ولكن جاء ترتيب المنتحرين وفقًا للأعمار 21 مراهق ومراهقة في عامهم الـ18، ويرتبط ذلك بالثانوية العامة، فوفقًا للإحصائيات سجل شهري يوليو وأغسطس 19 حالة انتحار بالتزامن مع عقد امتحانات الثانوية العامة وإعلان نتائجها، بالإضافة إلى 10 حالات في الـ16، و8 في الـ15 وهو عمر الشهادة الإعدادية، بينما جاءت باقي الفئات العمرية بتكرارات متنوعة أقل عددا.

وعلى مستوى الأسباب التي دفعت هؤلاء المراهقون لهذا المصير سجل التعثر الدراسي المركز الأول بعدد 16 حالة انتحار، وفي المركز الثاني 14 حادثة بسبب الاكتئاب والأمراض النفسية وفقًا لروايات أسر الضحايا والشهود، بينما عانى 9 مراهقون من سوء معاملة أحد الوالدين أو كلاهما، وتنوعت الأسباب الأخرى بنسب أقل تفاوتًا بين فشل العلاقات العاطفية والتنمر، في حين وجدنا 11 حالة لم يتم التوصل فيها لأسباب الانتحار أو لم يتم الإعلان عنها.


مآسي من قبلي لبحري

وفقًا للإحصائيات سجلت محافظات الصعيد ممثلة في الجيزة، المنيا، قنا، سوهاج، أسوان، والفيوم أعلى نسبة في حوادث الانتحار بلغت 31.6٪ بواقع 18 حالة، ثم تلتها محافظة القاهرة بنسبة 24.6٪ بـ14 حالة، وباقي النسبة تنوعت بين محافظات الشرقية، المنوفية، الدقهلية، الاسكندرية، الإسماعيلية، وكفر الشيخ بإجمالي 25 حالة بمعدلات أقل تفاوتًا.

وفيما يتعلق بآلية الانتحار نجد أن هناك 29 مراهقًا ومراهقةً تخلصوا من حياتهم شنقًا، وهي الوسيلة الأكثر شيوعًا بنسبة 50.9٪، يليها تناول مواد سامة كالمبيدات والأدوية بنسبة 35.1٪ بواقع 20 حالة، وفي المركز الثالث بنسبة 12.3٪ عن طريق السقوط من أماكن مرتفعة، وأخيرًا سجلت حالة انتحار واحدة غرقًا بنسبة 1.7٪.


تعددت الأسباب والانتحار واحد
في مارس الماضي خيم الحزن على منطقة أوسيم بالجيزة بعدما اكتشفوا انتحار مراهق في الـ13 من عمره راح ضحية التفكك الأسري، فبعد انفصال والديه أحاطت به أزمة نفسية شديدة أدت به إلى التخلص من حياته شنقًا بحبل داخل منزله، وبنفس الآلية أقدم إبراهيم صاحب الـ16 ربيعًا والقاطن بمنطقة المرج بالقاهرة على التخلص من حياته دون أسباب معلنة تاركًا رسالة مؤثرة لوالدته قائلًا: "ماتزعليش يا أمي، سامحيني على اللي هعمله"، وبالمنوفية أجبرت إحدى الأسر ابنتها صاحبة الـ17 عامًا على الزواج رغمًا عنها، ففضلت التخلص من حياتها قبل إتمام الزيجة بتناول مادة سامة.

وفي يناير 2021 أجهزت طفلة في الـ13 من العمر على حياتها بإحدى ضواحي الجيزة نتيجة لتنمر زميلاتها في المدرسة على وزنها الزائد مما أدى إلى سوء حالتها النفسية، وفي الشهر ذاته أقبل طالب بالمرحلة الثانوية على إنهاء حياته قبل أن يتم الـ17 عامًا بسبب فشل علاقة عاطفية أدت إلى تدهور حالته النفسية، بينما في سبتمبر الماضي وبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة عانى طالب في الـ18 من سوء معاملة والده بسبب حصوله على مجموع متدني فدفعه ذلك إلى الانتحار غرقًا.


لعنة التكنولوجيا!

وانتحرت طالبة بالمرحلة الابتدائية شنقًا عقب مشاهدتها لأحد الأفلام الأجنبية، لتنتهي حياتها في الـ12 من عمرها بسبب ولعها بمشاهدة أفلام الرعب العنيفة ومحاولة تقليدها، بينما انتاب أهالي بولاق الدكرور حالة من الفزع بعدما تم العثور على جثة فتاة عاملة في الـ16 من عمرها، والتي قامت بشنق نفسها داخل غرفة نومها لسحب والدتها هاتفها المحمول بسبب ولعها ببث مقاطع فيديو على التيك توك.


وشهدت منشأة القناطر واقعة انتحار مأساوية لمراهق يبلغ من العمر 18 عامًا، لقى حتفه أثناء تصويره لأحد التحديات على التيك توك وهي لعبة يقوم فيها الشخص بكتم أنفاسه بلف حبل حول رقبته ولم يعلم أن هذه اللعبة قد تودي بحياته، وما يدعو للتعجب أن أحد جيران الشاب قال أنه ليس الأول وأن هذه اللعبة راح ضحيتها صديقين للمراهق بنفس الطريقة.

وفي هذا السياق قال باحثون في جامعة بريجهام، بولاية يوتاه الأمريكية، إن إحدى الدراسات التي أجروها بين عامي 2009 و 2019 على 500 مراهق من الجنسين، توصلت إلى أن المراهقات اللاتي يفرطن في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو التليفزيون أو ألعاب الفيديو، ترتفع بينهن معدلات الانتحار نتيجة لارتفاع معدلات الاكتئاب والعزلة التي سببها هذا الإفراط، ثم حذرت الدراسة من تطبيقي انستجرام وتيك توك بشكل خاص.

تعليقات