طبيب: صحة الأم أثناء الحمل والولادة من أهم المؤثرات
خبراء علم النفس: عوامل وراثية وغذائية تؤثر في صعوبات التعلم.. ودور الآباء والمعلمين أساسي في العلاج
كتبت: رحاب الهريجي
قال الدكتور خالد عبدالمحسن، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: "من الصعب الاتفـاق عـلى تعريـف صـعوبات التعلم أو وصفها بسهولة، فلا يوجد لها تعريف واضح في التربيـة أو علـم الـنفس أو الطـب النفسي، بل تعددت التعريفات، بتعدد النماذج والنظريات المفسرة لهذا المـصطلح"، مضيفاً أنها مشكلة يعـاني منها ما يقارب 10%: 20% من التلاميذ بسبب اضطرابات قد تكون ناتجة عن اختلال الجهـاز العـصبي أو انخفاض معدل الـذكاء، مما يجعـل هنـاك مـشكلة في التحـصيل الدراسي.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة شيماء جمعة، خبير وأستاذ التربية بجامعة القاهرة، وجود عاملين رئيسيين يؤثران في هذه الصعوبات، مضيفة: "الأولى هي العوامل الخارجية، وتتمثل في المؤثرات البيئية الثقافية والاقتصادية والظروف الاجتماعية ونقـص فـرص التعلـيم والـتعلم، والثانية هي العوامل الداخلية، التى تتضمن الفروق الفردية للمتعلم، وخصائصه من حيث قدراته العقلية ومهاراته وغيرها".
وكشفت خبيرة التربية عن الأسباب
المؤدية للإصابة بصعوبات التعلم، وتعددها ما بين عوامل وراثية وكيميائية حيوية، وغذائية،
بالإضافة إلى "إصابة المخ المكتسبة"، مُعلقة: "وجد أن العوامل
الواثية لها تأثير هام في الإصابة بصعوبات التعلم والدليل على ذلك شيوع نسبة
الإصابات بين الأقارب، وبالنسبة للكيميائية فتعني قصور التوازن الكيميائي الحيوي
في الجسم الذي يرجع إلى طبيعة ونوع الطعام الذي يتناوله الشخص باستمرار، وزيادة أو
نقص جرعات الفيتامينات في الأطعمة، أما إصابة المخ المكتسبة فتعود إلى تلف الدماغ
أو العجز البسيط المكتسب قبل أو الولادة خلالها أو بعدها".
وتابع: "قد ينتج عن استخدام أدوات طبية حادة، أو الولادة المبكرة المتعسرة، ونقص الاكسجين لدى الجنين، زيادة احتمالية إصابة الجنين خلال فترة الولادة، أما بعد الولادة فتتجمع أسباب إصابته حول حدوث ارتجاج للدماغ نتيجة للسقوط من أعلى أو التعرض لحادث، بالإضافة إلى أمراض الطفولة مثل التهاب الدماغ، والتهاب السحايا، والحصبة الألمانية، والحمى القرمزيـة التي تؤثر في الدماغ، وأجزاء أخرى من النظام العصبي".
وأوضح فرويز المؤشرات الدالة على الإصابة، مجيباً: "يُلاحظ على الطلاب الذين يعانون من الإصابة بصعوبات التعلم تأخرهم في التحصيل الدراسي، وضعف التركيز والتذكر، وصعوبة الحفظ أو التعبير باستخدام صيغ لغوية مناسبة، حيث يستخدمون مستوي لغوي أقل من أعمارهم مقارنة بأقرانهم، وبالإضافة إلى الاندفاع السلوكي، وانخفاض مستوى الفهم والتنظيم وتكامل الأفكار، وتثاقل الكلمات أثناء القراءة والكتابة.
وسلط فرويز الضوء على مؤشر "اضطراب الانتباه"، كأكثر المؤشرات انتشاراً بين الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم، مذكراً بانخفاض معدل فرط الحركة لديهم، عند الوصول لسن المراهقة بينما يظلون يعانون من نقص الانتباه.
وتابعت: "يمكن تسهيل استرجاع المعلومات، وتذكرها من خلال التكرار مع التركيز على المعنى، وليس مجرد المرور السطحي على المعلومات، كذلك يُفضّل التدريب على الإسهاب، والذي يعني قدرة الطالب على إعطاء أكبر عدد من الأمثلة على المفاهيم الجديدة التي تعلمها، والتمييز بين الأمثلة المنتمية وغير المنتمية لهذه المفاهيم".
الآباء نصف الدواء
ومن الجدير بالذكر أن للآباء دوراً هاماً في تقبل الأبناء وتفهم طبيعة مشكلتهم، والتعاون مع المنشأة التعليمية لبناء برنامج
علاجي لهم؛ حتى يستطيعوا أن يقللوا من معاناة وقلق أطفالهم، ويزيدوا من فرص النجاح
لديهم وعمل الصداقات وتنمية احترام الذات، ومن واجبهم أيضاً تشجيعهم في كل خطوة من
خطواتهم نحو التعلم وتعليمهم كيفية التعامل الإيجابي مع الفشل، ومحاولة السعى
للوصول إلى افضل الطرق للنجاح.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك