القائمة الرئيسية

الصفحات

الطبيب النفسي د. جمال فرويز: الفترة ما بين عمر 4 و 12 عاما هي أساس التربية وبناء الشخصية (حوار)

 

محررتا "-18" مع الدكتور جمال فرويز

نسبة الانتحار بين فئة المراهقين هي الأعلى في العالم


الجميع قد يصاب بالاكتئاب.. ودور الآباء تحصين أبنائهم


نعيش فترة انهيار ثقافي.. والدراما صارت تمثل "القدوة" للمراهقين


يجب إشراك الأبناء في النقاشات الأسرية لتعزيز ثقتهم بأنفسهم


العقاب المادي يشكل خطورة على نفسية الأبناء ولا يحل المشكلات 


كتبت: هايدي شعبان وأمنية شريف

يواجه المراهقون مشكلات عديدة بحياتهم وأبرزها مشكلات نفسية ناجمة عن تعرضهم المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في مشاهدة الدراما العربية والأجنبية، وتقليدها دائمًا، دون مراعاة المعايير الأخلاقية والمجتمعية لنا، فضلا عن عدم دقة البعض في اختياراتهم، وجعل مشاعرهم تقودهم لارتكاب بعض الأفعال المنافية للآداب العامة كالدخول في علاقات جنسية محرمة أو تعاطي المواد المخدرة أو الانتحار أو سب الأشخاص الأكبر سنًا، لذا يجب على الأهالي مراقبة أولادهم لكن بحذر شديد حتى لا يقعوا في أخطاء فادحة، وفي هذا الصدد التقينا بالدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، لمناقشته حول أبرز قضايا المراهقين وكيفية التعامل معهم.




س: ما أهم المشكلات التي يواجهها المراهقون؟ وكيف يمكننا التغلب عليها؟

كيفية تفاعل المجتمع معه ومحاولة البعض إحباطه وتدمير شخصيته، فضلا عن المشكلات العاطفية التي يمر بها أغلب المراهقين، والمشكلات التعليمية لرغبة الأغلبية في قضاء فترات كبيرة في اللهو ومواقع التواصل الاجتماعي التي تزيد من الضغوط عليهم وتجعلهم ينعزلون عن الأسرة، وقد يتعرضون لمشكلات مادية، ولكن يوجد اختلافات بين كل شخصية وأخري في مدى استيعابها لما يطرأ حولها من تناقضات بين فترتي الطفولة والشباب، فكلما تمكن المراهق من تجاوز تلك الاختلافات والعيش بالإمكانيات المتاحة لديه، عاش حياة هنيئة مستقرة.

 

س: كيف يوازن المراهق بين الطموح والواقعية؟

بأن تكون طموحاته على قدر الإمكانيات المتاحة له حاليًا، ويرتفع بسقف طموحاته تدريجيًا، وعلى المراهق أن يضع بالمقام الأول أولويات دراسته، ثم العمل، ثم الارتباط، ويجب عليه أن يعيش كل مرحلة من تلك المراحل بتأني ولا يخوض أي شيء، إلا وهو قادر على العيش معها؛ لأنه إذا خاض المراحل الثلاث سويا سيفشل بلا شك.

 
س: ما أبرز السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها المراهقون؟
نختلف من شخص لآخر حسب بيئته ونشأته والمعايير الأخلاقية له، فالبعض يرغب في الدخول بعلاقات جنسية محرمة بسبب إصابته بالاضطرابات الجنسية، وأيضا تعتبر الاضطرابات السلوكية كالسب وإهانة الأشخاص الأكبر سنا ضمن السلوكيات الخاطئة للمراهقين، فضلا عن الإلحاد الديني الذي انتشر في الفترة الأخيرة، لأسباب عديدة منها مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك علينا التعامل معها بحذر شديد.
 

س: ما الذي يجعل المراهق يرتكب أفعالا منافية للآداب؟

تتكون شخصية أي إنسان نفسيا من ثلاث عناصر، وهي : ١٥٪  للوراثة من صفات الآباء، و١٥٪ للخبرات الحياتية، و٧٠٪ للتربية، وكل المشاكل تنبع من فترة التربية بداية من سن ٤ سنوات حتى ١٢ سنة، ففي تلك الفترة تحدد علاقة الطفل مع والديه كل الاضطرابات التي يتعرض لها فيما بعد، فكلما كانت العلاقة سوية، تمكن من تجاوز أي اضطراب نفسي بحياته والعكس صحيح.

 

س: ما الذي يؤدي بالمراهقين إلى الاكتئاب؟ ومتى يصل تفكيرهم للانتحار؟

الاكتئاب لا يقتصر على المراهق فقط، بل يمكن أن يصيب كل الفئات المجتمع، حيث بلغت ٣٪ على مستوى العالم مع وجود اختلاف شاسع بين الاكتئاب المرضي والاكتئاب التفاعلي الذي يزول بمجرد زوال أسبابه ،ولا يوجد شخص بالعالم لم يصاب بالاكتئاب التفاعلي، فعلى سبيل المثال عندما تفشل علاقة عاطفية تشعر بحالة اكتئاب، وبعض المراهقين يفكرون في الانتحار إذا تعرضوا لضغوط مادية أو عاطفية أو جنسية، ويعتبر الانتحار في سن المراهقة اضطراب معروف اسمه (suicide in adolescents) حيث يحدث لفئة الأشخاص العصابيين المتوترين دائما، ونسبة الانتحار ما بين الفئة السنية للمراهقين هي الأعلى على مستوى العالم، ولذلك على الآباء أن يحتضنوا أطفالهم من الصغر ويقووا شخصياتهم، حتى يتمكنوا من السيطرة على مشاعرهم، ولا يجعلوا تلك المشاعر تقودهم لأي تصرف أحمق.

 

س: ما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين؟

تمثل نوعا من "الانفتاحية" المبالغ فيها، ومن السهل نشر أخبار كاذبة عليها، تكون كفيلة بزعزعة ثقة المراهق بنفسه وإشعاره بالإحباط حتى يصل للانتحار، لذلك يجب التأكد من مصدر المعلومة وخصوصا المعلومات العلمية، حيث تحدث كوارث نتيجة نشر شخص وصفات علاجية خاطئة، قد تؤدي إلى موت الناس أو مضاعفات بالغة.

 

س: ما تأثير الدراما الأجنبية في سلوك المراهقين؟

نعيش فترة انهيار ثقافي، فالأغلب يتجهون لأخذ قدواتهم من الدراما ليس من العلماء والمبتكرين، ونحاول تقليد كل ما يبث بالدراما العربية أو الأجنبية دون مراعاة المعايير المجتمعية والأخلاقية.

 

س: ما أهمية إشراك المراهقين في مناقشات العائلة؟

يجب أن ننشئ أبنائنا من الصغر على إبداء آرائهم، ويجب أن نحترمها ونأخذ بها إذا ثبتت صحتها؛ حتى نقوي شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم، فضلا عن أنهم جزء لا يتجزأ من الأسرة وأحيانًا تكن آرائهم هي الأفضل، والأهم من ذلك ألا نسخر منهم أو نضعهم في مقارنة مع أي شخص.

 

س: ما سبب سوء تعامل بعض المراهقين مع الأهل؟ وكيف نتعامل مع تلك الظاهرة؟

قلة تربية بعض المراهقين من البداية، وعلى سبيل المثال يوجد شخص تشاجر مع والدته بسبب خلاف على عدد الكراسي في حفل زفاف، فغضب الشاب وأشعل النار في نفسه ومات، ومن هنا نجد أن العقاب المادي أصبح يشكل خطورة كبرى على الآباء لذلك يجب التعامل معهم بهدوء ومحاولة إقناعهم بوجهة النظر الصائبة.

 

س: كيف يعلّم الأهل الأبناء الاستقلالية؟ ولماذا؟

بأن يعطي الوالدين مساحة لأبنائهم للعيش كما يريدون، ويراقبونهم في ذات الوقت؛ ليتمكنوا من خوض تجارب حياتهم بمفردهم دون الحاجة للرجوع لهم في كل شئ، فنجد حاليا أن البعض يستعين بأهله حينما يختلف مع شريك حياته في أبسط الأمور، وعندما يتدخل الأهالي تفشل العلاقة.

 

 س: كيف يمكننا الاستفادة من طاقة المراهق حتى نجعله مفيدا لذاته ومجتمعه؟

 إذا كان يمتلك موهبة محددة كالرسم أو الرياضة أو التمثيل، علينا أن نوجهه للطريق الصحيحة، وندعمه حتى يستثمر موهبته بشكل مفيد ولذلك أطالب وزارة التربية والتعليم بإنشاء مدرسة خاصة بالنوابغ العلمية حتي ننميهم، ليفيدوا بلدنا بدلا من اتجاههم للسفر للخارج.

 
روشتة لفترة مراهقة سليمة:

  • عش سنك ومرحلتك
  • استمتع بشبابك ولياقتك
  • استغل موهبتك في المفيد
  • ثق بنفسك وباختياراتك
  • حدد هدفك واسع لتحقيقه
  • ضع في اعتبارك أن كل ما بُني على صواب فهو صواب.



تعليقات