![]() |
أبطال في سنك |
كتبت: رنا محمود
تعاني نسبة من المراهقين من نقص الوقت الكافي لممارسة الرياضة، أو افتقادهم لهوايات رياضية، أو افتقارهم للمال الكافي للذهاب لصالة الألعاب الرياضية، وبعضهم يخشون ممارسة الرياضة خوفًا من التنمر، بينما على الجانب الآخر، تغلب بعضهم على هذه العقبات، بالتركيز الكامل، والتأهب لحصد الميداليات، فكأنما هم أسود لا يمكن ترويضها، ناصبين أعينهم على الذهب، ليرفعوا علم مصر عاليا، ونحن لا نتكلم عن أبطال كبار تجاوزا الثلاثين، وإنما نركز هنا على من حققوا مرادهم قبل أن يبلغوا سن الـ١٨، فهيا بنا نعرف قصصهم.
الحكاية الأولى
أحمد ياسر حسني.. من ضحية للتنمر
إلى بطل أفريقيا للتنس الأرضي
أحمد ياسر حسني، لاعب تنس أرضي، بدأ رحلته مع الرياضة وهو يبلغ من العمر أربع سنوات، كان التنمر عليه بسبب وزنه الزائد، نقطة تحول في حياته، فبدأ يروي قصته قائلًا: عندما بدأت لعب رياضة التنس وكرة القدم في سن صغير، واجهت العديد من العقبات منها التنمر على جسمي بسبب زيادة وزني، وكنت دائما أتلقى الكلام السلبي مثل "مينفعش تلعب بالوزن دا"، "مفيش فريق هيقبلك بسبب وزنك"، بالإضافة إلى صعوبة التمرين، لكنها كانت الحافز للاستمرارية، وسبب لمكانتي الآن، وأردت أن يكون لي مكان بين أبطال الرياضة، فاخترت رياضة التنس لأنني كنت مميزًا فيها، ونميت مهاراتي بها، وبتشجيع عائلتي، تحولت من طفل يتنمرون عليه إلى بطل افريقيا لعام ٢٠٢١ تحت ١٦ سنة.
ويوضح حسني: "التنس رياضة تستوجب
استخدام جميع عضلات الجسم، وتساعدك على العيش بصحة وسعادة، وجعلت لدي ثقة كبيرة في
نفسي، سواء من خلال السفر، والاعتماد على نفسي أثناء فترة الغربة، أو التعامل مع
بشر من ثقافات مختلفة، أما اجتماعيا
فتعرفت على الكثير من الأشخاص، وأصبحت قدوة لبعضهم".
ويضيف بطل التنس الشاب: "أبلغ من العمر سبعة عشر عاما، وأبرز
الجوائز التي حصدتها، هي بطولة افريقيا عام ٢٠٢١ تحت ١٦ سنة، والمركز السابع تحت
١٨ سنة في البطولة الدولية ٢٠٢١، وبطولة مصر الأهلية في ٢٠٢١، وأنصح من في سني، بأن
يختاروا الرياضة التي يحبونها، ويشعرون بأنهم مميزون فيها، وسيزيد حبهم لها على
المدى الطويل، ويستطيعون التغلب على صعوباتها، ومشاكلها، ويجب أن يهتموا جيدا بالصحة
النفسية، لأنها ستساعدهم على التطوير من أنفسهم، وكذلك في التطور الجسدي والحركي".
![]() |
أحمد ياسر حسني |
الحكاية الثانية
شاهيناز وفقي بطلة الرمح تنصح: "الرياضة أسلوب
حياة"
بطلتنا هي شاهيناز سيد وفقي، لاعبة رمي
الرمح في النادي الأهلي ومنتخب مصر، وبطلة مصر من سن ١٢ إلى سن ٢٣ سنة، والحاصلة علي الميدالية الذهبية في بطولة
العرب للناشئات عام ٢٠١٩، والميدالية البرونزية في بطولة افريقيا عام ٢٠١٩.
بدأت شاهيناز تروي قصتها وقالت: "كنت
أمارس رياضة الجري، وكنت لاعبة كرة
اليد من
سن أربع سنوات وحتى ١٢ سنة، وبعد دخولي المنتخب المصري عام ٢٠١٣ بدأت لعب رياضة
رمي الرمح، وأول بطولة حصدتها، كانت المركز الأول على الجمهورية للمدارس، ثم حصدت بطولات
الجمهورية من بداية ١٢ سنة وحتى ٢٣ سنة، وبعدها بدأت رحلتي الدولية، وطوال هذا
المشوار تعرضت للعديد من الإصابات، ومن خلال دعم عائلتي لي، وأصدقائي، والمدربين،
استطعت تجاوز الأوقات الصعبة، الممزوجة ب"الخذلان" أحيانًا.
وتضيف: "للرياضة فضل كبير في
زيادة إرادتي وإصراري في الحياة، وعلمتني عدم الهروب من المشاكل بل مواجهتها
وحلها، ولا يوجد شيء في الحياة نحصل عليه مجانًا، بل يجب أن نقاتل ونصبر حتى نحصل
على ما نريده، بالإضافة إلى لياقتي المنضبطة، ونفسيتي، وصحتي، ومناعتي السليمة".
وتختتم حديثها قائلة: "أبلغ من
العمر ١٨ عامًا الآن، وأنصح الجميع بأن يحافظوا على صحتهم، وأن يكتشفوا أنفسهم، ويمارسوا
الرياضة حتى ولو لحفظ اللياقة البدنية فقط، فجسمك، وصحتك، ونفسيتك في حاجة
للرياضة، وممارستها لن تفقدك وقتك، بل بالعكس ستعطيك الكثير، وأخيرا دائما كن خلف
حلمك، ولا تستسلم حتى تحققه".
![]() |
شاهيناز السيد |
الحكاية الثالثة
مصطى سمير.. الجري في
الشوارع علمه "المعافرة" في الحياة
مصطفى سمير، عدّاء، درس نظم المعلومات بجامعة
عين شمس، بالغ من العمر ٢٤ عاما، بدأ كلامه قائلا: "بدأت ممارسة رياضة الجري في 2013، حينها كنت أبلغ من
العمر 16 عامًا، ولم تكن لدي أية معلومات متعلقة بثقافة الجري، حتى أنه لم يكن لدي
الزي المناسب لممارستها، ولكن مع الاستمرارية بدأ يتكون لدي الوعي عن اللعبة،
وبدأت أنمي قدراتي بها، وممارستها في البداية كانت صعبة خاصة أنني لم أجد مشجعا
لنفسي سوى نفسي، ولأن ممارستها تجعلني هادئا، وتريحيني من ضغوط الحياة، عزمت على
الاستمرار بها".
ويضيف: "معظم تمريني كان في
الشارع، وفي البداية تعرضت للتنمر، ومضايقات، حتى من سائقي السيارات، وهذا كان سبب
إحباطي، لأنني دائما ما كنت أتلقى ردودا سلبية، مع غياب الدعم، وتخطيت هذه العقبات
على الرغم من أنني تضررت نفسيا، في فترة البداية، إلى أن تبدل الحال للأفضل، نتيجة
لإصراري على الاستمرار فيما بدأته، ولحبي لمجال التطوع مع الرياضة، تكوّن لدي هدف نشر ثقافة الجري في المجتمع
المصري، وجعل الأشخاص في الشارع يتقبلون الجري، والتوعية أيضا بطريقة الجري، والزي،
والحذاء المناسبين، حتى لا يعانون ما عانيته في البداية، حيث تعرضت لإصابة بالغة في
رجلي بسبب الحذاء غير المناسب".
ويتابع العدّاء الشاب: "الرياضة
جعلت جسمي رشيقا، وصحتي في أحسن حالاتها وخاصةً عضلة القلب، وأصبحت بطلا، ومصنفا من
أفضل العدائين في مصر تحت سن الـ30 سنة، وفي ماراثون زايد 2019 كنا 14 ألف متسابق،
وكان التكريم لأول مائتي متسابق فقط، وحصلت على المركز 77 وسط أبطال كثيرين مصريين،
وأجانب، وتم منحي مبلغا ماليا، ونظمت فعاليات
للجري في محافظات كثيرة، كانت جميعها في الشارع، ولم أكتفِ بنشر ثقافة الجري في
الشارع على أرض الواقع فقط، ولكنني أطلقت أيضا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي،
إلى أن تمكنت من تكوين فريق كبير على مستوى ست محافظات، والآن أتلقى الدعم من جهات
كثيرة، منهم وزارة الشباب والرياضة".
ثم يختتم حديثه قائلا: "في النهاية كل حاجة جميلة تحتاج إلى
معافرة مع تكرار المحاولة، والتعب، والبدء
مبكرا في صنع ذاتك، وتحقيق هدفك، أفضل من البدء متأخرًا، فالتأجيل لن يكون في
صالحك وسيبعدك عن هدفك".
![]() |
مصطفى سمير |
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك