![]() |
صراع المراهقين |
أستاذ علم النفس: استغلال الوقت أفضل استثمار يجنيه المراهق مستقبلًا
خبيرة العلاقات الأسرية: دور الآباء
إقامة صداقة مع الأبناء.. والضرب ممنوع
كتبت: هدير عادل
تعتبر فترة المراهقة من أصعب الفترات التي
يمر بها الأبناء، حيث تعد نقطة تحول في حياتهم للعبور من مرحلة الطفولة إلى عمر
النضج، ووصف خبراء علم النفس تلك المرحلة بـ"الحرجة"؛ وذلك للتغيرات
العديدة التي تطرأ على الأبناء فيها، والتي تكون جميعها سريعة ومفاجئة.
وتحدث العديد من التغيرات التي تؤثر على
المراهق، وتجعله في حيرة مستمرة وانزعاج ما بين طفولته وشبابه، فمنهم من يسعى إلى
تكوين شخصية مستقلة عن والديه والشعور بالنضج التام، ومنهم من يهوى إلى الممنوع
ويرغبه دائمًا، وهنا ينتج المراهق العنيد الذي يخالف أهله في تعليماتهم، ويتمرد
على صلاحياتهم، وتحدث للمراهق في تلك المرحلة العديد من التغيرات الفسيولوجية،
كتغير ملامح الوجه وشكل الجسم، والتي تسبب له العديد من المشاكل النفسية، وعليه
تجاوز تلك التغيرات العديدة التي تحدث له حتى لا تؤثر عليه بالسلب.
وتعتبر العصبية وحدة السلوك من أوضح التغيرات التي يمكن ملاحظتها على سلوك المراهق، حيث يطغى العناد والعصبية والتوتر على تصرفات المراهق، فيصدر تصرفات مزعجة، كالصراخ والضرب والتخريب وعدم الاهتمام بمشاعر الغير، كما يشعر أغلبية المراهقين بالخجل عند التعامل مع الآخرين، مما يدفعهم إلى الاتجاه نحو العزلة والتوحد.
ويمكن ملاحظة العديد من الصراعات الداخلية التي تتشكل لديه، كالصراع بين طفولته ورغبات نضجه، وبين الاستقلال عن أسرته والاعتماد عليها، وأخيرًا الصراع بين طموحاته وأهدافه الكبيرة وتقصيره.
مرحلة البلوغ الجنسي
أما بالنسبة للذكور، فيعد نزول المنى من أبرز
التغيرات التي تطرأ عليهم، وحدوث الانتصاب خصوصًا في الصباح الباكر، بالإضافة إلى
زيادة حجم العضلات لتصبح أقوى وأكبر، وزيادة نمو الشعر خصوصًا في منطقة العانة
وتحت الإبط، وظهور "تفاحة آدم" وخشونة الصوت.
أوضح الدكتور أنور حجاب، أستاذ علم النفس
بجامعة عين شمس، أن البحث عن الذات أفضل من البحث عن الخطأ، وأن استغلال كل دقيقة
في بناء النفس هو أفضل استثمار سينجي المراهق ثماره مستقبلًا، موضحًا أن هناك عده
طرق يمكن من خلالها المراهق التطوير من ذاته، كعدم التفكير في الأخطاء التي وقع
بها، وتحديد الأهداف التي يرغب في تحقيقها؛ حتى يشعر بقيمته وذاته مؤكداً أن ذلك
سينعكس على شخصيته بشكل إيجابي حتى لو كانت تلك الأهداف صغيرة.
![]() |
الدكتور أنور حجاب |
وأشار "حجاب" إلى ضرورة تواصل المراهق مع الآخرين، وذلك لأن التواصل الفعال يقوي شخصية المراهق ويعلمه فن الإصغاء للآخرين، مشيرًا إلى أن المنافسة مع الآخرين تعتبر أيضًا من أنجح الطرق التي يستطيع من خلالها تقوية ذاته، مؤكدًا أنها تبث الشجاعة والإصرار في نفسه بالإضافة إلى ضرورة استغلال وقت فراغه في فعل شيء يرغبه.
ومن جهته أوضح أستاذ علم النفس أن ما يشعر به المراهق من اضطرابات نفسية بعد البلوغ أمر طبيعي، وذلك نتيجة التغيرات التي تحدث لشكل الجسم وملامح الوجه، حيث يشعر المراهق نتيجة تلك التغيرات بالخجل ويكون سريع الغضب عندما يتحدث الآخرون عن تغير ملامح وجه وشكل جسمه.
ونبه إلى ضرورة تحدث المراهق مع شخص مر بتلك
التجربة من الأصدقاء المقربين له أو الأهل، حيث إن الحديث مع شخص مر بتلك التغيرات
من قبل يجعله يتأقلم معها ويتقبلها، بالإضافة إلى عدم الالتفات والإنصات لمن يسخر
منه، وقدم عده نصائح لظهور المراهق في
مظهر جيد، كالمداومة على النظافة الشخصية وتنظيف الوجه باستمرار للتقليل من ظهور
حب الشباب، ومشاكل الوجه التي تظهر في تلك المرحلة.
ولفتت ندى الجميعي، خبيرة العلاقات الأسرية، الانتباه إلى أهمية دور الآباء في حياة أبنائهم خصوصًا المراهقين، مؤكدة على ضرورة اقتراب الآباء من أبنائهم في تلك المرحلة الحرجة، وذلك لأنهم يكونون في أمس الحاجة لوالديهم للشعور بالأمان، مؤكدة على ضرورة تكوين علاقات صداقة فيما بينهم، فذلك يجعل أبناءهم يشعرون بالارتياح النفسي، والحديث بدون خجل مع آبائهم.
![]() |
ندى الجميعي |
وقدمت خبيرة العلاقات الأسرية عدة نصائح للآباء للتعامل مع أبنائهم في فترة المراهقة؛ لضمان استمرار المودة والمحبة بينهم ومنها: إعطاء أبنائهم مساحة من الحرية للتعبير عن ذاتهم، واختيار أسلوب حياتهم بأنفسهم، من المهم جدًا الاستماع للمراهقين وتصحيح أخطائهم وإرشادهم للصواب، والاطلاع على المواهب التي توجد لدى الابن المراهق، والتي تساعد في تكوين شخصيته والمساهمة في تنميتها، محذرة من لجوء الأهل إلى الإيذاء البدني كالضرب والذي يؤثر على شخصية المراهق بالسلب ويضعف شخصيته.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك