القائمة الرئيسية

الصفحات

نجمة المشروع الوطني للقراءة.. منة أشرف رحلة قارئة "محترفة"

منة أشرف أثناء التكريم


كتب: محمد عبد الله أبو شنب 


دونا عن كل أبناء جيلها لا تجد ذاتها في النقاش إلا مع من يكبرها سنا ويفوقها علما، منة الله أشرف محمد، صاحبة الستة عشر عاما، والحاصلة على المركز الثالث فئة الطالب المثقف في المرحلة الإعدادية، ضمن الموسم الأول من المشروع الوطني للقراءة. مشوار طويل ومهارات متعددة تمتلكها  ابنة مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، فمن القراءة إلى تعلم البرمجة محطات عدة في حياة منة رغم حداثتها.


لم يكن المشروع الوطني للقراءة بداية عهدها مع الكتب؛ فمذ صغرها استطاعت ختم القرآن الكريم كاملا، بالإضافة إلى رغبتها في قراءة وفهم تفسير كل سورة على حدة. وهنا لاحظت والدة منة حب ابنتها الشديد للقراءة، وتقول منة: "بدأت أمي تشجيعي وكانت تقرأ لي الكتب القصيرة والمجلات إلى أن تعلقت بالقراءة، وبدأت في الصف الرابع الابتدائي المشاركة في مسابقات القراءة"، فكانت أولى مشاركاتها في "تحدي القراءة العربي"، وكمعظم الأبطال لم تبتسم الحياة لها من أول مرة؛ فما زادها ذلك غير إصرار لتطوير لغتها ونوعية الكتب وطريقة المناقشة، ومن جديد قررت المشاركة مرة أخرى في نفس المسابقة، وتمكنت من انتزاع المركز الثاني على مستوى الجمهورية.


دعاها هذا النجاح لمزيد من التطوير والمثابرة والإصرار على التعلم، فبذلت وسعها وبدأت بشراء الكتب؛ فكونت مكتبة في منزلها، وتقول: "أحببت حينها نقل تجربتي وحبي للقراءة، ومساعدة كل من يرغب في الاشتراك في هذه المسابقات فكنت عضوة في مبادرة سفراء القراءة"، واستطاعت منة خوض أول محاولة لكتابة قصة قصيرة، حينما شاركت في مسابقة "ونس الكتب"، ولا زالت تحاول.


بدأت رحلة منة بالمشروع الوطني للقراءة، حينما علمت من مشرفي المدرسة بفتح باب التسجيل للموسم الأول، ومن خلال صفحة المشروع الوطني للقراءة على الفيس بوك، ولم يمر الكثير من الوقت حتى بدأت تلخص الثلاثين كتابا المطلوبين واستعدت للمناقشة، كانت مراحل التصفيات على مستوى المدرسة، ثم الإدارة والمديرية، ومن ثم على مستوى الجمهورية، لتحديد المراكز. وكانت المفاجأة باختيار منة ضمن العشرين الأوائل، جرت مرحلة أخرى من التصنيفات لترتيب المراكز، فكللت نجاحاتها بالحصول على المركز الثالث. 





تنظيم الوقت بين الدراسة والقراءة ليس أمرا سهلا؛ لكن الحفاظ على ساعتين تقريبا من القراءة يوما كان بمثابة المكافأة التي تتلقاها بعد يوم دراسة متعب، وأمام مستقبل ملهم اتضحت معالمه، قررت منة عدم المشاركة في الموسم الثاني من المشروع الوطني للقراءة، قائلة: "أفضل ترك فرصة لغيري لخوض التجربة والمشاركة في المشروع". ولكن هذه ليست النهاية، فلا حدود للطامحين؛ إذ تنوي منة دراسة الطب، وتتهيأ لأن يكون لها دورًا بارزًا في تخصص الطب النفسي. 


وفي ختام حديثها تنصح منة من يريد البدء في القراءة وخوض تجربة المسابقات: "ابحر في كل العلوم لتتمكن من تحديد المجال المفضل لك، والذي تستطيع أن تبدع فيه، ثم خصص وقتًا يوميا للقراءة وتطوير ذاتك، واجعها هديتك لنفسك بعد يوم عمل شاق".

تعليقات