القائمة الرئيسية

الصفحات

أنا كبرت.. كيف تتعامل مع تغيراتك الجسدية؟

 

التغيرات الجسدية لدى الذكور


استشاري ذكورة: البيئة والوراثة يؤثران على قوة الجسد.. ولا داعي للقلق

إخصائي "نساء": تأخر النضح يُعالج بالأدوية والرياضات غير العنيفة و"اليوجا"

خبيرة نفسية: صحة الجسد أهم من شكله المثالي.. والتقلبات المزاجية للمراهقين "كفاح"


كتبت: ريم شمس الدين

تعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل العمرية حساسية ودقة على المستويين البيولوجي والنفسي، إذ تعد المراهقة هي المرحلة الانتقالية التي يعيشها الإنسان بين مرحلتي الطفولة والنضج بعد ذلك، وفي هذه المرحلة تطرأ على المراهق مجموعة من التغيرات الجسدية والعاطفية التي تؤثر عليه، ويسعى فيها إلى إثبات ذاته والشعور بالرضا نحو جسده، لاسيما أن نظرة الفرد تتغير تجاه الجنس الآخر في هذه المرحلة، مما قد يؤثر عليه سلبًا نظرًا للمقارنات التي يُخضع نفسه لها مع باقي أقرانه، الأمر الذي يمكنه تجاوزه إذا فهم طبيعة التغيرات التي يمر بها من المختصين، حتى يتعرف على جسده بشكل سليم وواعي ويطمئن بشأن التغيرات التي تحدث فيه لطالما يتمتع بجسد سليم وصحة جيدة.
 
قال الدكتور خالد عليوة، استشاري جراحات الذكورة والعقم، إن مرحلة التغيرات الجسدية هي مرحلة التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى نمو الجسم والأعضاء التناسلية للذكور والإناث على حد سواء، أما بالنسبة للذكور فيحدث نمو للعضلات والأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى تغير الصوت وخشونته ونمو الشعر في أجزاء مختلفة من الجسم.
 
وأشار عليوة إلى أن قلة المعرفة والخوف المبالغ فيه تدفع العديد من المراهقين وذويهم للذهاب إلى طبيب الذكورة للاطمئنان على نضجهم وبلوغهم ودرجة نمو الأعضاء التناسلية وحجمها وشكلها، مضيفًا أنه لا داعي لإزعاج المراهق بتلك المخاوف، إلا إذا لوحظ أي تأخر في النمو أو البلوغ.
 
وأوضح استشاري الذكورة أن للتغذية والبيئة والعامل الوراثي، تأثير كبير على الصحة والقوة الجسدية والتغيرات التي تحدث في الجسم؛ لذلك يحدث تأخر النمو والبلوغ وضعف الهرمونات غالبًا بسبب السمنة في الطفولة، مشددًا على ضرورة تناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن الطبيعي، خاصةً أثناء مرحلة البلوغ أي من عمر ٩ إلى ١٦ عامًا، لإعطاء المراهق أفضل فرصة للنمو الجسدي والبلوغ الطبيعي.
 
وأكد عليوة أن الذكور يتعرضون لاضطرابات نفسية وتقلبات مزاجية بسبب الاضطرابات الهرمونية كالتي تحدث للإناث تمامًا، وهنا يتعين على المراهق تجنب استعمال أي أدوية أو أدوية هرمونية، ولا يترك نفسه للمقارنات والمخاوف والقلق بشأن تغيراته الجسدية، ولا يعتمد على قراءاته الخارجية أو الاستماع من غير المختصين عند الشك في أي مشكلة، ولا يتأخر في استشارة الطبيب المختص، إذا تأخر بلوغه وتغيراته الجسدية؛ حتى لا يكون العلاج صعبًا.

.. والفتيات أيضًا
قال الدكتور شريف الحسيني، إخصائي أمراض النساء والتوليد والعقم، إن البلوغ هو سلسلة أحداث تظهر فيها تغيرات جسمانية تميزها بعض العلامات والسمات، أهمها أن تكون الفتاة قادرة على الإنجاب، ويتحكم في هذه التغيرات هرموني الـ FSH وLH وتفرزهما الغدة النخامية وتنظمهما.

 

وتابع الحسيني: "عند ولادة الفتاة تكون هذه الهرمونات عالية ثم تقل على مدار ثلاثة أشهر وتنخفض ثم تزيد مرة أخرى مع سن البلوغ، وتحفز المبيضين على إنتاج الهرمونات الجنسية، وهما الأستروجين والبروجسترون، والأول تحديدًا هو المسؤول عن التغيرات الجسدية التي تحدث للفتيات وقت البلوغ، كنمو الثديين والمبيضين والرحم والمهبل، مما يؤثر على الجهاز التناسلي بالكامل.
 
وأوضح الحسيني أن التغيرات الجسدية تحدث بتسلسل وترتيب معين قبل سن البلوغ وبعده، وثمة عوامل تؤثر على التغيرات التي تطرأ على الجسد مثل التغذية وصحة الجسد، والعامل الأهم هو الوزن، فنجد أن الفتيات ذوات الوزن الزائد تظهر عليهن تغيرات جسدية مبكرة، على عكس الفتيات اللاتي يعانين نحافة زائدة أو يمارسن رياضات عنيفة تظهر عليهن التغيرات الجسدية متأخرة.

 

وأضاف إخصائي النساء والتوليد، أن العامل الوراثي له تأثير كبير أيضًا في عملية البلوغ والتغيرات الجسدية، كما يختلف سن البلوغ والتغيرات التي تصاحبه وفقًا للمجموعات العرقية، فنجد الأفارقة تظهر عليهم علامات البلوغ في سن مبكرة مقارنة بالأوربيين وأصحاب البشرة البيضاء.

 

وأشار الحسيني إلى العلامات الجسدية التي تبرز قبل مرحلة البلوغ وبعدها وهي التبرعم، ثم النمو الكامل للثديين، وهذا التغير يحدث ما بين ٨ إلى ١٣ عامًا، وبعدها يظهر شعر العانة والإبط ويعقبهم طفرة النمو، فنجد تغيرات ظاهرة في طول الفتاة وعرضها على عكس الذكور من نفس العمر، وتحدث هذه الطفرة قبل نزول دم الحيض على الفتاة لأول مرة، ثم تبدأ الطفرة في التباطؤ بشكل واضح حتى عام الفتاة الرابع عشر أو الخامس عشر، موضحًا أن التغيرات الجسدية قد تظهر على الفتاة ويتأخر نزول الدم حتى عامها السادس عشر.

 

وأكد الحسيني ضرورة زيارة الطبيب إذا نزل دم الحيض على الفتاة قبل عامها الثامن، الأمر الذي قد يتسبب في وقف نموها الجسدي خصوصًا طفرة النمو، مشيرًا إلى أنه قد يحدث خلل في الهرمونات وخصوصًا الهرمونات التي ترتبط بالبلوغ والتغيرات الجسدية، والتي يمكن علاجها بالعلاج الدوائي أو بالحفاظ على الوزن الصحي وممارسة الرياضات غير العنيفة مثل المشي والجري، والحد من التوتر والإجهاد وممارسة رياضة التأمل أو اليوجا.




أبحث عن هويتي..
وقالت الدكتورة مريم بصل، الإخصائية النفسية للأطفال والمراهقين، إن سن المراهقة هو السن الذي تتغير فيه أشياء كثيرة من عمر ١٠ حتى ١٨ عامًا، إذ يبحث فيه المراهق عن هويته وشخصيته والطريقة التي يتعامل بها مع زملائه، ويسعى فيها دائمًا إلى تقليد من هم في مثل سنه، حتى لا يجد صعوبة في التعامل معهم.

 

وأضافت أن هذا الوقت يكون فيه قبول الجسد أمرًا هامًا بالنسبة إلى الإناث والذكور، فيقارن جسده بأجساد أصدقائه، وقد يشعر بالقلق بشأن هذه التغيرات ومستوى نموه، مشددة على أهمية دور الأهل في طمأنة أبنائهم، وإخبارهم بطبيعة التغيرات الجسدية التي يتعرضون لها وبجميع أشكال الجسد وأحجامها، حتى نجنبهم الشعور بالقلق والمقارنات الظالمة.

 

وأشارت الإخصائية النفسية إلى ضرورة تفهم المراهق طبيعة التغيرات التي تحدث له؛ فكل المراهقين يتعرضون لهذه التغيرات مع اختلاف الوقت الذي تحدث فيه، وعليه أن يتقبل جسده بكل ما فيه من تغيرات أو بدونها، موضحة أن الأهم من الحصول على "الجسد المثالي"، هو الاعتناء بالجسد والاهتمام بصحته، خصوصًا أن هذه الفترة صعبة على الفتيات تحديدًا؛ لكثرة المقارنات التي يضعن أنفسهن بها.


وذكرت مريم أنه علينا إظهار التعاطف تجاه أبنائنا، في مرحلة المراهقة، وتحديدًا فترة التغيرات الجسدية، ومدح إنجازاتهم وجهودهم، ومراعاة انفعالاتهم وتغيراتهم المزاجية، وأن نعتبر سلوكياتهم وتقلباتهم الإيجابية والسلبية "كفاحا"، يثبت به المراهق ذاته أمام أهله وأصدقائه لكي يصبح فردًا ناضجا في مجتمعه.

تعليقات