المراهقون يتحدثون عن حبهم الأول
استشاري العلاج والتأهيل النفسي: احتواء الأسرة للأبناء يقيهم مخاطر "الحب في سن المراهقة"
أستاذ علم الاجتماع: غياب الدور التوعوي للفن حرمان للقوى الناعمة من القيام بدورها في مناقشة المشكلات الاجتماعية
كتب: محمد مجدي أبوزيد وهاجر عاطف الشحات
كثيرة هي الأزمات التي تواجه المراهقين، خاصة العاطفية والتي لا يكون مستعدًا لها في أغلب الأحيان لقلة خبرته، أبرزها ظاهرة "صدمتهم في حبهم الأول" والتي يصاحبها مشاعر عنيفة قد تترك أثرًا سلبيًا في نفوسهم، الأمر الذي قد يخلق لديهم صعوبة في التأقلم والتحكم في مشاعرهم بعد ذلك، ويتسبب في معاناتهم من القلق والصدمة، وبالتالي التأثير في مستقبلم، وهنا تظهر أهمية دور الأسرة والمجتمع بمؤسساته المختلفة في توعية المراهق ومساعدته للوصول إلى بر الأمان.
وبين البحث على فيس بوك و"توظيف الجواسيس"، وبين الانفصال واستمرار العلاقة، اختلفت حكايات المراهقين بشأن الحب الأول. كما كان للكبار ذكريات عن "حب ابتدائي وإعدادي" يحكونه في التقرير التالي:
آراء الخبراء
قال الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إن ما يدفع المراهق للدخول في علاقة "الحب الأول"؛ هي رغبته في أن يظهر لأقرانه أنه بعد مرحلة البلوغ شخص مرغوب به من قبل الجنس الآخر؛ نتيجة لتقلبات المشاعر والمزاج والصراعات النفسية التي يخوضها خلال هذه الفترة، موضحًا أن هذه الرغبة تنشأ عند المراهق نتيجة لافتقاده للحب والاهتمام من جانب أفراد أسرته، إضافة إلى تأثره ببعض الأفكار الغريبة التي تتبناها بعض الأغاني والتي تؤثر بشدة عليه، واصفًا هذه الظاهرة "بالانجراف العاطفي".
قال الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إن ما يدفع المراهق للدخول في علاقة "الحب الأول"؛ هي رغبته في أن يظهر لأقرانه أنه بعد مرحلة البلوغ شخص مرغوب به من قبل الجنس الآخر؛ نتيجة لتقلبات المشاعر والمزاج والصراعات النفسية التي يخوضها خلال هذه الفترة، موضحًا أن هذه الرغبة تنشأ عند المراهق نتيجة لافتقاده للحب والاهتمام من جانب أفراد أسرته، إضافة إلى تأثره ببعض الأفكار الغريبة التي تتبناها بعض الأغاني والتي تؤثر بشدة عليه، واصفًا هذه الظاهرة "بالانجراف العاطفي".
د. علي عبد الراضي
وأوضح أن هذا الانجراف لا يمكن أن نطلق عليه مصطلح "حب" لأنه يعتبر إعجاب بحالة الحب ذاتها، ولذلك فمعظم هذه العلاقات التي تستمر وتتوج بالزواج يكون مصيرها "الطلاق المبكر"؛ وذلك بسبب إدمان الشخص العلاقة الخالية من المسئوليات والأعباء، مضيفًا أن الأسرة لها دور كبير في حماية أبنائها من هذه الظاهرة، وذلك باحتوائهم والعطف عليهم، ومتابعة مشاكلهم، إضافة إلى دور العبادة، لقدرتها على توعية المراهقين والأسر من خلال الخطب والصلوات؛ بما يعزز الوازع الديني.
ووجه عبد الراضي عدة نصائح للمراهق قائلًا: "لا تجعل الحياة العاطفية والجنسية تشغل حيزًا كبيرا من تفكيرك، فالأهم أن تفكر في تكوين شخصيتك بشكل سوي يجعلك قادرًا على تكوين علاقات صداقة وزمالة مشروعة مع أقرانك، ويؤهلك لاستنباط السلوكيات الإيجابية من مجتمعك"، مؤكدًا على ضرورة أخذ المراهق لخطوات إيجابية لتحسين علاقته مع والديه، ومثلها لتطوير مهاراته ووضع خطط واضحة لمستقبله، والأهم أن يؤمن بأن الحب سيأتي في المرحلة المناسبة عندما يكون مؤهلًا عاطفيًا وعقليًا وماديًا.
بينما أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الأسرة وحدها لن تكون قادرة على احتواء المراهق في هذه المرحلة وتوعيته، بل يتعدى هذا الدور حدود جدران المنزل ويمتد إلى المدراس ووسائل الإعلام والسينما والدراما، موضحةً أن المدرسة لا تستطيع توعية المراهق بشأن حياته العاطفية بشكل مباشر، لأن المراهق بطبيعته يكون متمردًا وعنيدًا، ولكن يمكنها أن توجه طاقته نحو تنمية مهاراته وممارسة الرياضة وهوايات أخرى كالموسيقى والرسم وغيرها.
د. سامية خضر
وأشارت سامية إلى أن وسائل الإعلام والسينما والدراما لها دور كبير في تشكيل عقلية المراهق، لافتة إلى أنه منذ عدة عقود تناولت السينما مسألة "الحب الأول الضائع" ضاربة المثل بفيلم "الوسادة الخالية"، والذي ناقش التأثيرات النفسية التي يخلفها ضياع الحب الأول، والتي تمتد لتؤثر على حياة الإنسان ومستقبله حتى يصل البطل في النهاية لبر الأمان ويتغلب على مأساته ويواصل حياته، مضيفةً أن الفن حاليًا لا يقوم بهذا الدور التوعوي بما يمثل حرمان القوى الناعمة من القيام بدورها في مناقشة المشكلات الاجتماعية، ولذلك يجب على صُناعها أن يضعوا في اعتبارهم أهمية مناقشة المشكلات العاطفية للمراهقين.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك