![]() |
بابا وماما vs الأولاد والبنات |
أستاذ علم اجتماع: "الميديا" والدراما و"المهرجانات" والهواتف أضاعت التربية في غياب الآباء
خبيرة تربوية: الصراعات نتيجة لطبيعة المراهقة ذاتها ورغبة المراهق في إثبات وجوده
معالج نفسي: مواكبة التطورات لا ينفي التخلي عن القيم والأخلاقيات
كتب: مرفت محمد ومحمد مجدي أبوزيد
فسرت الدكتورة سامية خضر، أستاذ
علم الاجتماع بجامعة عين شمس، هذه الفجوة قائلة:
"غياب دور الوالدين جعل الميديا والإباحية تدخل للمراهقين من أوسع أبوابها، كما
أن الانفتاح الاقتصادي، والعولمة، واتجاه الآباء للعمل في الخارج، كل ذلك أثر بشكل
ملحوظ في تربية المراهق".
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أنه قديمًا كان الصغار
يمتصون بعض الثقافة النافعة من البرامج والأفلام حتى الكارتونية منها، ولكن تبديل هذه
الثقافة وحلول الهاتف المحمول من سن ست سنوات إلى عمر الستينات وأكثر، جعل الثقافات
متضاربة ومختلفة، وتسبب هذا في ضياع التربية وعدم وجود حزام واقي للمراهقين.
وأكدت اختلاف مفهوم الحرية لدى المراهقين عن الآباء،
وأن الحرية تتجسد لدى المراهقين في أن يكون لهم أصدقاء من غير جنسهم، منوهة إلى دور أغاني المهرجانات في اكتساب ألفاظ
غير محترمة لدى المراهقين وأنهم الأكثر في الاستماع هذا النوع من الموسيقى.
وقالت الدكتورة نسمة جلال،
مدرس علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، إن الاختلاف بين
الجيل الحالي وخاصة الأبناء في مرحلة المراهقة وبين الآباء، راجع إلى الصراعات التي
تتعلق بطبيعة مرحلة المراهقة نفسها، وذلك لأن المراهق في هذا الطور الجديد يحاول أن
يبحث عن هويته وشخصه، وذلك يظهر في نمط اختياره لملابسه وطريقة حديثه مع الآخرين واستخدام
مصطلحات معينة، ورفض كل الأوامر التي تقع عليه، فهو يسعى لأن يكون له كيان
خاص به، مختلف تمامًا عن كيان الآباء.
وشددت على ضرورة وجود علاقة
قوية بين
الآباء والأبناء، تمكنهم
من مواجهة الانفتاح التكنولوچي الذي أصبح حقيقة واقعة، إضافة لتقبل الآباء
الاختلاف بين الأجيال، وإعطاء المراهقين الحق في المناقشة،
وتكليفهم ببعض المسئوليات
ليشعروا أنهم ليسوا صغارا، بل إن رأيهم مسموع وأفعالهم تنم عن المنطق وليس الصراع.
وقالت الدكتورة سماء نصار،
معالج نفسي:
"بينما يطل
الطفل والمراهق والراشد على جميع الثقافات، مازال الآباء متمسكين بالقيم
والعادات والأساليب التي تربّوا عليها، ويطالبون الأبناء بالقيام بالمثل، ومن هنا
تنشأ الفجوة ما بين الماضي والحاضر، في حين أنه إذا تمسك الأبناء
بعادات الماضي لن يتمكنوا من التعايش مع الواقع الفعلي"، مؤكدة ضرورة متابعة الأبناء
وتوجيههم، لاختيار ما يتلائم مع
ثقافة المجتمع، والجمع بين التطور الحضاري والتمسك بالقيم
والأخلاقيات، ومراعاة الذوق العام، والتعلم من كبار السن لأن خبرتهم في الحياة تساعد
المراهق على التمتع بحياة سوية.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا برأيك